الثلاثاء، 29 يناير 2013

أيـن الـعـنـوان..؟

 
 
" أين العنوان ..؟ هذا هو عنوان مقالتي اليوم لأني لم أجد أنسب من هذه الكلمة تعبر عما يجول في داخلي..
 
وبالرغم أن عنوان مقالتي في أساسه يبحث عن عنوان إلا  أنه يضيء للقارئ الطريق كي يمضي بين كلماتي هذه على علم ودراية  بالمطلب الظاهر أو الهدف العام المراد من كلماتي..

دعك من العنوان قليلا.. وانتقل معي هنــــا:

أتظن أن مؤلفا عاقلا سيجمع ويكتب آلاف الكلمات ليرتبها  ويرصها في كتاب ثم يتركه بلا عنوان أو فهرسة أو أبواب أو فصول ..؟
لا أظـــــن ذلـك..!!
حسنا.. لكن هب أني أعطيتك ذلك الكتاب وغلافه ناصع البياض بلا أية كلمة أو حرف .. وبين دفتيه من السطور والكلمات الكثير الكثير.. ثم سألتك عن انطباعك السريع أو تقييمك العام أو نظرتك الشاملة لهذا الكتاب ومؤلفه ..

هل تــعــرف مــوضــوعـــه..؟
هل تـــدرك مــقــصــــــوده ..؟
هل تــلــخـص لـي فــكـــرته..؟
هل تتوقع مـا هـي أحـــداثه..؟
هل تـنــصـــــــــح بــه أم لا..؟
حـــدد لـي مـــوقــفــك منــه..
نعم حدد موقفك للوهلة الأولى من كتاب بلا عنوان ولا فهرس ولا أبواب أوفصول..؟!؟!
كيف ستتعامل مع الكتاب..؟ بسلاسة أم تعقيد .. ؟
وهل ترى من المنطقي أن تطلع على كل صفحات الكتاب كي تفهم مجاله ونمطه..؟
حتما سيتحول الكتاب في مثل هذه الحالة إلى معضلة أكثر من كونه  مصدرا للنفع..
 
 
مهما تعددت مجالات الكتب وأهداف مؤلفيها إلا أن هذه الطريقة ليست صحيحة في تأليف كتاب ناجح بتاتا.
فلابد لكل كتاب ناجح من :
خريطة .. وهدف .. ومحاور .. وأبواب .. وفصول .. ومراجع .. وفهرس ..
وهكذا... حتى تحصل على نتيجة إن أمسكتها بيديك ملأتك فائدة وخبرة بشكل واضح المعالم ، محققا للأهداف ، موصلا للنتيجة المتوقعة  منه أيا كانت..
هذا للكتاب المادي الذي يباع ويشترى.. 
فكيف إن تعلق الأمر بكتاب أهم من تلك الكتب..!!
ألا تعلم أن كتابك الشخصي الخاص بك والذي سيتحدث عن حياتك أنت ولا أحد غيرك.. سيصدر يوما ما..؟؟!!
نعم.. أعنيك أنت أيها الكريم وأنتِ أيتها الكريمة..


فهناك كتاب سيصدر ليتحدث عن إنجازاتك وحياتك ومواقفك..
وكل واحد منا مؤلف شاء أم أبى .. انتشر كتابه أم لم ينتشر..

متيقن أنك بدأت صناعة كتابك الخاص منذ زمن..بدأ ذلك منذ أول يوم لك في الحياة.. ولكن وتيرة التأليف تتسارع مع مرور العمر..
 
وأيا كانت نتيجة التأليف التي وصلت إليها حتى هذه اللحظة فإن الفرصة مازالت سانحة - بإذن الله - لتراجع خطة كتابك..
هل كنت تؤلفه وفق عنوان واضح محدد.. وعلى طريق ثابت مخطط .. أم لا ؟
 
يقول الحكماء : 
أن حياتك أيها الإنسان عبارة عن كتاب .. أنت مؤلفه .. وأحداث حياتك هي محتواه من تلك الفصول والأبواب..
وأنا مقتنع بهذا القول..

لكننا للأسف نرى الكثير من الناس يجدّون ويجتهدون في حياتهم دون أن يعلموا ويدركوا ما هو عنوان كتاب حياتهم..؟
تماما كعالم أو كاتب يجمع المحتوى والمراجع  من هنا وهناك.. دون أن يعلم عن ماذا سيؤلف كتابه..!!
 
البعض يعيش حياته ليصدر لنا كتابا بدون عنوان.. بدون فهرس .. بدون أبواب أو فصول.. تتداخل فيه الكلمات والأحداث والمواقف فلا تدرك من أين بدأ أو كيف يسير..
كفانا من هذه الكتب التي نبصرها بلا عنوان.. ملخصها سلبي .. مأساوي .. ضائع .. تائه.. لا يقدم لمكتبة الحياة أية قيمة..
 
فمن غير المنطقي أن نترك الكتاب بلا عنوان..
ومن غير المنطقي ان نترك الحياة بلا عنوان..
لا بأس .. املأ حياتك بالأعمال والانجازات والمواقف لكن لا تغفل عن العنوان..
إننا نريد المزيد من الكتب الإيجابية, الناجحة, الفاعلة ,المبهرة والرائعة..
والتي يرتبط محتواها بعناوينها..
 
 

ختاما .. تخيل معي..

أنك تمسك كتــاب حياتك بـيـديـك..

أنت المؤلف وأنـت بطل الأحداث..

وأمامك الـقلـم لتكـتـب الـعـنــوان..

فما العنوان الحقيقي الــذي تـخـتـاره..؟
 
 
 
 
 
نبض الحياة

2 التعليقات:

دائما ما نبحر في جميل حروفك دكتور
وروائع كلماتك .. فنحلق بين جنباتها حيث الفائدة والمتعة معا .. شكرا لك فرحلة البحث عن العنوان الذي يمثل خط سير حياتنا هي رحلة ابتدأت مع خروج الإنسان للوهلة الأولى للحياة وستنتهي بمغادرته لهذه الحياة ..
هي السطر الأول الذي ينبغي أن يُكتب والهدف الذي لابد له أن يُعرف .. قبل المضي قدما في دروب الحياة .. وقبل أن تخط أقلامنا حروفها وتضيع في رتم الحياة المتداخلة وشعابها المختلفة .. ولو كان لي أن أسطر عنوانا لحياتي على صفحات كتابي لتصدرت الصفحة الأولى هذه الكلمات ولزينها هذا العنوان (( خطوات على طريق الأمل ))
دمت بخير ودام لنا قلمك المبدع

إرسال تعليق

يسعدنا نبضك هنا..