الأحد، 20 يناير 2013

قلب العقل أم عقل القلب..!


:: قلب العقل أم عقل القلب ::

بقلم أ. محمد علي عسيري
خاص لـ (نبض الحياة)

العنوان أعلاه مرتبطٌ بكلمة صغيرة نعرفها لكننا لا ندركها ، الكلمة هي ( النيّة) ، ولستُ بحاجة هنا لذكر كثير من الأدلةِ التي تمنحُ النية الحقَّ في إطلاق ما نريد، ويكفينا ( إنما الإعمال بالنيات ... ) ، لذلك فأنا هنا ملزَمٌ بنيتي فقط، لأنني لا أعلم نوايا الآخرين ( نواياكم)، أعلم جيّدًا أن هذه النيّة هي الشيء الذي لو دَخَل فيه العقل أفسدَه!



ركزوا معي قليلاً هنا، كيف يُفسدُ العقلُ النيّة ؟

باحتمالاتِ متعدّدة يلعبُها ( الشيطان) المدرب المحترف الأول في الكون ، والذي يعمل في الاتجاَهِ الآخر لـ ( النية)، تكون مهمّةُ الشيطان على مدار الحياة هي العبثُ بهذهِ النية، وهي مهارةٌ يجيدُها كذلك ( العقلُ المستسلم) وهو الذي يقفُ على بابِ التفكير ليعطيك ( الاحتمالات) بين الجيّد والسيء، على الرّغْمِ من أنَّكَ هنا تمارسُ ثُقبًا جديدًا في عقلك، الذي طالما نظرتَ إليه بهدوء لتجده ( صامتًا) ، يكون هذا الصمتُ هو الدليلُ على أنّك في الاتجاه الخطأ ... لماذا ؟

عقلكَ لا يريدُ أن يظهر بصورةٍ سيئَّةٍ أمامك، لسببٍ بسيط أنك وحدك من منحه السلطة عليك، والافتراض أن تكونَ سلطتُكَ على عقلك.

الصمت هو الطريقة التنويريّةُ التي تأخذنا للمحيط،الموجاتُ هناك لا تنتظر أحدًا، هي تسيرُ بلا حِساب لأي قطرة تضافُ لها ، وعلى القطرات القادمة أن تجيد الاندماج في المحيط.

كثيرون فقدوا " أموالهم " أو " أولادهم " أو " اهتمام كبير في حياتهم " بسبب " النية المبكرة في القيام بعمل ما " ، وفي المقابل كثيرون كذلك " ضحّوا بأموالهم في سبيل هدف نبيل ورسالة جميلة " وحققوا" الثروة الحقيقية " في الحياة ، أو بعد " الحياة الدنيا " في الآخرة .

هنا تساؤل جوهري : كيف يمكن أن تحمل رسالة نبيلة في الحياة ؟

وللأسف أن البعض يعتقد أنه بالضرورة أن يكون " مشهورًا " أو " مليونيرًا " ليحمل رسالة نبيلة ، ويرمي بالرسالة الكونية التي يحملها على "الآخرين " ، بل بلغ بالبعض أن يُحَمِّل غيره " ذنبه " ، سمعت وشاهدت هذا من أولئك الذين حملوا" بعض مشائخ الإفتاء " مسؤولية " المتاجرة مثلاً في الأسهم "، وبعد ذلك يستخدمها ذريعة أو انتقاماً !

وفي الحديث النبوي : " الإثم ما حاكَ في نفسك وخشيت أن يطلع عليه الناس " .

ما الذي أهدف إليه من هذا؟

فقط تعلمتُ شيئًا جميلاً في حياتي حقق لي " ثروةً كبيرة " ، ولا يفترض أن نربط " الثروة بالمال " ، بل " الحكمة كذلك ثروة " لقوله تعالى : " ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا " . وما تعلمته لم يكن محض صدفة ، بل دراسةٌ واطلاع وتجربة تمنحنا فرصة أكبر للاعتراف بأن المقولة القديمة " فلان على نياته " هو الذي يكسب في الأخير ، وكأن هذه العبارة من أكثر العبارات ترويجًا للشخص الذي لا يفهم الآخرين ، لكنها مع شخص يفهم علاقته مع الله تصبح " قيمة كبرى " .


بهذه الطريقة هناك أشخاص يفكرون بعقولهم ، وآخرين بقلوبهم..

وهناك مزيج آخر يفكر بالقلب والعقل معًا..


هُنا يمكن للحكمة أن تبدأ تشكيلها الأول..

وبالتجربة تكتسب ميلادًا يليق بالحياة .
 

 

نــبــض الـضــيــــف بــقـــلـــم

~~~~~~~~~~~~~~~***~~~~~~~~~~~~~~~***~~~~~~~~~~~~~~~***~~~~~~~~~~~~~~~

أ.مـحـمـد عــلــي عـسـيـري
مـدرب مـحـتـرف مـعـتـمـــــد
رئيس المركز العربي للتعلم السريع
المملكة العربية السعودية - أبــهــــا

~~~~~~~~~~~~~~~***~~~~~~~~~~~~~~~***~~~~~~~~~~~~~~~***~~~~~~~~~~~~~~~





نبض الحياة



1 التعليقات:

العنوان يحمل فلسفة جمعت بين المنطق والعاطفة الواقع والغريزة واقع كان هو بدايات الإنسان وسوف يستمر معه واقع لازال منذ خلق البشرية يشكل الفطرة التي خُلق عليها الإنسان وهي الميالة نحو الخير والهوى أو النفس أو المشاعر بما يمثلها القلب وما يترتب عليها من متطلبات المضي في مزالق السُبل والأنقياد والانصياع لوسوسة شياطين الجن والأنس وتماني النفس والهوى , وبين هذا وذاك يوجد الضمير الذي قد يعلو صوته أحيانا ويخفت أحيانا آخرى على حسب الدواخل البشرية ومقاصدها , فالإنسان قلب وعقل وروح القب تحمه العاطفة المحضة وتسيره الاهواء والعقل يسير وفق منطقية جافة قد تسير الإنسان وتتحكم به بدلا من أن يتحكم هو بها , والضمير صوت يدعو القلب لعدم الانصياع للأهواء والرغبات والمشاعر ويحكم العقل ببذر بعض بذور الإنسانية في تشكيلته الجافة وبالضمير بما يتمكن القلب والعقل من السير معا في طريق واحدة مع استحضار الفطرة الأولى والنية السليمة التي هي أساس الأعمال وبداياتها والتي بدونها لا تستحضر الأعمال ولا يكسب الأجر وصدق رسول الله حينما قال : إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل أمرئ ما نوى ) اللهم أصلح لنا بواطنا وظواهرنا ووفقنا في أعمالنا لما تحب وترضى اللهم لا تجعل الهوى قائدنا ولا تضلنا بعد إذ هديتنا أنك أنت الرحيم الرحمن ..
موضوع جميل يستحق القراءة دمتم بألف خير

إرسال تعليق

يسعدنا نبضك هنا..