في معمل الكيمياء تعلمنا سابقاً أن تفاعل العناصر الكيميائية مع بعضها قد يُنتِج لنا مركبات جديدة وقد يُنتِج لنا في أحيان معينة رواسب للتفاعل ..
وتماما هذا ما أقوله :

فهي تُنتِج لنا مركبات جديدة من خبرات وتجارب .. وهذا شيء رائع.. :)
لكن المشكلة الخطيرة حينما تَنتج من جرّاء هذه التفاعلات رواسب ذات طابع خاص سلبي.. تعلق في الذهن وتنتقل للسلوك والواقع..

إن أمر الرواسب خطير علينا..
فهي سبب مهم يُعكر صفو الحياة ..تمنعنا من وضوح الرؤية للواقع والمستقبل ..
إنها تثقل من تركيبتنا وتفوت علينا الكثير من الخير المحيط بنا..

كذلك نحن وأفكارنا وسلوكياتنا وكلماتنا عندما تخالطها الرواسب تفقد قيمتها الحقيقية..
فما نحن إلا أوعية تحمل داخلها الأفكار والآراء .. وبناءً عليها يتولد السلوك .. فإن كان في نفوسنا رواسب فإنها لا محالة ستؤثر على أفكارنا وآرائنا وسلوكياتنا وتعاملاتنا عندما تختلط بها .
إذاً ما الحل ..؟
الحل أحبابي يكمن في أن نمتلك جهاز تصفية وتكرير من نوع خاص.. نصفي به نفوسنا وقلوبنا وعقولنا من كل الرواسب السلبية التي نتجت عن تعرضنا لتفاعلات الحياة ..
دعونا نصفي حياتنا من رواسب المعاصي والجاهلية التي عشناها لننطلق في الطريق إلى الله بصفاء ونقاء..
دعونا نصفي نفوسنا من رواسب الأحقاد والأضغان التي جمعناها ضد إخواننا وأخواتنا حتى تسير علاقتنا وصداقتنا صافية نقية..
دعونا نصفي أخلاقنا من رواسب العادات الخاطئة التي تربينا على استعمالها في تعاملنا مع الآخرين..
دعونا نصفي عقولنا من رواسب الأفكار السلبية التي سيطرت علينا واتخذناها عن أنفسنا أننا ضعفاء وأننا لا نستطيع أن نتغير أو أن نُغَير..
إن الإنسان الذي يصفي نفسه أولاً بأول من رواسب الحياة السلبية سينطلق سريعاً في مجالات نافعة له ولأمته..
بل إنه سيرقى ويرتفع لأنه تخلى عن أثقالٍ كانت تحبس نفسه عن الفضاء الفسيح بجماله ..
خـــتــــامــــا
بكل صدق لنراجع أنفسنا ..
هل نمتلك في داخلنا رواسب...؟
هل نـعـانـي من سلبي الأفــكــار..؟
هل نشكو سوء مواقف الآخرين دوما..؟
هل نشك ونحبط من المحيط حولنا..؟
والأهم::
هل نصفي رواسبنا أولاً بأول ..؟
هل تبحثون عن الحل..؟
بكل بساطة
هلموا لتصفية نفوسنا... لتصفية أفكارنا ... لتصفية حياتنا من تلك الرواسب..
عندها نستمتع بطعم الحياة الجميل..
وتلك كبسولة العلاج
:)
نبض الحياة