الأحد، 29 يناير 2012

رواســـب..



في معمل الكيمياء تعلمنا سابقاً أن تفاعل العناصر الكيميائية مع بعضها  قد يُنتِج لنا مركبات جديدة وقد يُنتِج لنا في أحيان معينة رواسب للتفاعل ..



وتماما هذا ما أقوله :
فإن الكثير من تصرفاتنا وتعاملاتنا في هذه الحياة بلا استثناء ما هي إلا تفاعلات مع الأحداث والظروف حولنا ..
فهي تُنتِج لنا مركبات جديدة من خبرات وتجارب .. وهذا شيء رائع.. :)


لكن المشكلة الخطيرة حينما تَنتج من جرّاء هذه التفاعلات رواسب ذات طابع خاص سلبي.. تعلق في الذهن وتنتقل للسلوك والواقع..


أكاد أجزم أن كثيراً من الناس حولنا يسيرون وهم يحملون بين جنباتهم رواسب كثيرة لمواقف وتفاعلات حصلت لهم في هذه الحياة .. وتتفاوت هذه الرواسب في نفوس أصحابها من حيث الكثرة والقلة .. ومن حيث سرعة التخلص منها..





إن أمر الرواسب خطير علينا..
فهي سبب مهم يُعكر صفو الحياة ..تمنعنا من وضوح الرؤية للواقع والمستقبل ..
إنها تثقل من تركيبتنا وتفوت علينا الكثير من الخير المحيط بنا..


 خذوا مثالا :: إننا لن نتمكن من الاستفادة من الماء النقي إن سكبناه في كأس مليء بالرواسب.. فالماء الصافي سيتعكر ويتكدر وسيفقد قيمته الهامة للحياة... 


كذلك نحن وأفكارنا وسلوكياتنا وكلماتنا عندما تخالطها الرواسب تفقد قيمتها الحقيقية..
فما نحن إلا أوعية تحمل داخلها الأفكار والآراء .. وبناءً عليها يتولد السلوك .. فإن كان في نفوسنا رواسب فإنها لا محالة ستؤثر على أفكارنا وآرائنا وسلوكياتنا وتعاملاتنا عندما تختلط بها .



إذاً ما الحل ..؟
الحل أحبابي يكمن في أن نمتلك جهاز تصفية وتكرير من نوع خاص.. نصفي به نفوسنا وقلوبنا وعقولنا من كل الرواسب السلبية التي نتجت عن تعرضنا لتفاعلات الحياة ..





دعونا نصفي حياتنا من رواسب المعاصي والجاهلية التي عشناها لننطلق في الطريق إلى الله بصفاء ونقاء..

دعونا  نصفي نفوسنا من رواسب الأحقاد والأضغان التي جمعناها ضد إخواننا وأخواتنا حتى تسير علاقتنا وصداقتنا صافية نقية..

دعونا نصفي أخلاقنا من رواسب العادات الخاطئة التي تربينا على استعمالها في تعاملنا مع الآخرين..

دعونا نصفي عقولنا من رواسب الأفكار السلبية التي سيطرت علينا واتخذناها عن أنفسنا أننا ضعفاء وأننا لا نستطيع أن نتغير أو أن نُغَير..


إن الإنسان الذي يصفي نفسه أولاً بأول من رواسب الحياة السلبية سينطلق سريعاً في مجالات نافعة له ولأمته..
بل إنه سيرقى ويرتفع لأنه تخلى عن أثقالٍ كانت تحبس نفسه عن الفضاء الفسيح بجماله ..



خـــتــــامــــا
بكل صدق لنراجع أنفسنا ..

هل نمتلك في داخلنا رواسب...؟



هل نـعـانـي من سلبي الأفــكــار..؟
هل نشكو سوء مواقف الآخرين دوما..؟
هل نشك ونحبط من المحيط حولنا..؟
والأهم::
هل نصفي رواسبنا أولاً بأول ..؟
هل تبحثون عن الحل..؟






بكل بساطة

هلموا لتصفية نفوسنا... لتصفية أفكارنا ... لتصفية حياتنا من تلك الرواسب..
عندها نستمتع بطعم الحياة الجميل..
وتلك كبسولة العلاج
:)




نبض الحياة

6 التعليقات:

حتى وأن كآن مآ انتجه شي جميل وبقيت بدآخله تلك الروآسب ستفسد جمآل ماقدمه ..


نعم هو الدوآء في تلك الكبسولات ..

سلمت يدآك .. رآئعه جدا

أنا أراها نقاط سوداء إذا لم تعالج أول بأول إمتلأ بها القلب

وخُـنق بما تبثه من سموم إنها كالسرطان الذي يسكن الجسد يتغذى

عليه ويميته ...شكرًا لك :) وأدام الله لنا هذا المنبر الواعي .

شكرا لمتابعتك وإضافاتك ساندرا..

وسلمت يداكِ..

أحسنت تشبيها رائعا غـــــادة..

لإطلالتك كل الشكر..

وهذا المنبر لكم وبكم..

نقول وبالله التوفيق :
ان سعدة النفس البشرية لاشك انها متوقفت على الرابطة بينها وبين خالقها ومتى تخلف واحد عن الآخر تخلفت عن سعدته وصفاء نفسه ومن هنا تتجلى سماحة الاسلام الذي جاء بتصفية النفوس من درنها وترابط المجتمعات ببعضها البعض هذا ملطب اساسي ويكمله العمل بالقواعد البشرية التي توصل اليها الإنسان لكي تكون عامل مساعد للحياة السعيدة
أشكركم
ولعلي اكون قد فهمت قصدك في هذا الموضوع

اتمنى ان اتخلص من رواسب التي علقت بالنفس خصوصاً ما مررت به ايام الطفوله
والتي أثرت سلباً على معاملاتي مع من هم حولي ..
صحيح كل احد نعامله بما امر ربنا ووصانا به لكن صعب جداً تجاوز ما علق بالنفس هو لا يمنعهم حقاً وحسن معامله لكن هناك حواجز يصعب علينا تجاوزهاا ..

شكراً لك دكتور وجزاك الله كل خير ..

إرسال تعليق

يسعدنا نبضك هنا..