السبت، 23 يونيو 2012

طاقتك أولا

الطاقة والحماسة التي تشع من داخلك هي الأكثر استدامة وتأثيرا في مجريات حياتك...

لا تـنـتـظـر الآخـريـن كـي يـحـركـونك..!

انــطــلــق
     مـن ذاتك
          لـتـحـقـق
               رؤيـتــك..
 

الأحد، 17 يونيو 2012

إنهــا كالــبــحـر


حينما أفكر فيها كثيرا .. وتأخذني الخيالات متأملا ما يشبهها.. أقرب ما أراها به أنـــهـــا كـــالـــبـــحــــر..

نعم إنها كالبحر..
أتراك لم تقف يوما ما على ضفاف شاطئه لتمعن فيه النظر والتأمل..؟
أم إنك لم تتخيله أو تنظر لصورته يوما ما...؟
فهي كذلك.. إنــهــــا كـــالـــبـــحــــــر..
قــــــــــد يــــراه البعض ساحرا جذابا..
وقـــــــــد يراه البعض مخيفا مزعجا ..
والبعض تختلط الرؤية عليه بين هذه وتلك..
فــهــــي مثله تماما..إنــهــــا كـــالـــبـــحــــــر..



إنــهــــا كـــالـــبـــحــــــر.. في صفائه الآسر أحيانا.. أو عكورته المرهبة أحيانا..
إنــهــــا كـــالـــبـــحــــــر.. اتساعا في أفق بعيد منفتح..أو ضيقا في خليج منحسر..
إنــهــــا كـــالـــبـــحــــــر.. في سطحيةٍ لا تغرق طفلا.. أو عمقٍ يُغيب الأساطيل..
إنــهــــا كـــالـــبـــحــــــر.. في مده وتدفقه الغزير.. أو في جزره وانحساره المرير..
إنــهــــا كـــالـــبـــحــــــر.. في أمنه وخيره الجميل.. أو في خوفه وشره الوبيل..
إنــهــــا كـــالـــبـــحــــــر.. في هدوئه وسكونه.. أو في ثورانه وفورانه..


تلك هي  شخصيتك وذاتك .. إنــــهــــا كـــالـــبـــحــــر..
ننظر لها.. نتأمل بها .. نسعى لفهمها.. ونرغب في معرفتها .. نتطلع لتحليلها وتشخيصها .. ونحرص لتحديد ملامحها ..

شخصية كل واحد فينا مثل شاطئ البحر.. نقف على تلك الضفاف لنرى أولها بمنظور وما بعدها لا ندركه..

فإذا دخلنا أكثر فأكثر تزداد عمقا ونزداد نحن سرا بها وجهلا..
مهما اكتشفنا فإنها تتنوع وتتغير مع الزمن.. ويبقى الكثير منها غامضا تظهره الأيام والخبرات..
ولعلنا نصل للمحيط الذي يستوعبنا ولا يمكن أن نستوعبه..





إن النظر في الشخصية ومعرفتها أمر جدير بالاهتمام للسير في هذه الحياة.. لكن شخصيتك أكبر من أن تحصرها في كلمات.. إنــهــــا كـــالـــبـــحــــــر....

إنـــــهــــا كــالبـــحــر نمـــلــكه جميعا ::::: أي بحر في يديكم تملــكون
ارقـبـــــوا خــيـــراتــــه تــأتــي ســريــعـــا ::::: حين بالــحـــب إلــيـــه تـنـظــرون
واستعـــدوا ليس يأتيكم مطــيــعــا ::::: إن أسأتم في مراميه الظـــنــون
خض عباب البحر قبطانا بديعا ::::: هذب النفس بجد لا سكون

هناك من يقف على البحر .. يتلهف له .. يستمتع به ... يتمنى أن يبحر في عبابه.. وأن يغوص في أعماقه حبا وانسجاما بحثا عن الجميل الممتع .. والكنز الدفين .. والخير الوفير.. وهذا البحر هو شخصيتهم..

وهناك من يقف على البحر.. ينظر له متهيبا متخوفا.. يتمنى ألا يراه.. تملؤه مشاعر الخوف .. تراوده أفكار السلبية.. لا يرى إلا الأفاعي والخطر.. ولا يظن بقربه غير إلا الضرر.. فهذا البحر هو شخصيتهم..




خـــــــــــــــتــــــــــــــــامـــــــــــــــا ..
انظر لبحرك بجمال وحب وصفاء..
اعشقه .. واذهب إليه.. اعرف نقاط قوته..
اعرف حدوده ... اعرف قدراته ..
واســــتـــــثــــمــــــره جيدا..



دامـــــــت بـــحــــاركــــم جــــمــــيــــلــــــة مــــشـــــرقــــــــة ...




نبض الحياة


الاثنين، 4 يونيو 2012

زوارق الحياة




في لجة الحياة .. وبين خضم أحداثها .. ومعترك وقائعها .. يُبحر الناس في سبلٍ متعددة .. ويسلكون مسالك شتى محاولين الوصول لرغباتهم وطموحاتهم على اختلاف ألوانها وأشكالها 
وهم في ذلك ساعين ومحاولين .. مؤمِّلين ومتطلعين .. أن يكونوا على خيرِ مركبٍ وأثبته في مواجهة الصعاب وأكثره عزماً في شق العباب ..




ورغم كل هذا الحرص .. ورغم كل هذا التحري .. يصدق القول في البعض :
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها ::::: إن السفينة لا تجري على اليَبَسِ


للمبحرين في بحر الحياة زوارق ومراكب وسفن تتفاوت في أحجامها .. ويتنوع قاداتها .. وتتعدد اتجاهاتها .. ولست بصدد الحديث عن هذه الأمور جميعاً .. فمنها المجيد ومنها دون ذلك..
لكن سأوجه منظاري للجة البحر مستطلعا صفات نفر يخوضون الغمار يحاولون السبق والوصول يــُـعَـــارِكون وينافحون .. يوافَقُون ويُخَالفون.. نفر يبحرون بأنفسهم وأحيانا بمن معهم على زورق له ما له من الانتشار والقدر بين الناس..  إنـــــــه :::  

 زورق الــعـــــواطـــــف

نعم يبحروون على زورق العواطف ..
وهنا قد يتبادر في الذهن السؤال :
ما المشكلة في ذلك...؟  و لماذا المنظار على هذا الزورق تحديدا...؟
فأقول:

إن زورق العواطف زورقٌ يركبه عدد لا بأس به من البشر .. فهم يتفاوتون ويتعاقبون عليه من مرة لأخرى وهم في ذلك بين مقلٍ ومستكثر .. بحسب الأحداث و الأوضاع المحيطة بهم..

إن زورق العواطف زورقٌ لا يشق الصعاب بحدة الرؤية وقوة البرهان وصلابة الأفكار.. بل يشقها بقوة ما ملأ الصدر من حماسٍ واندفاعٍ يحركُ الأبدان والأجساد دون التأكد من سلامة الرأي والمقصود ..

إن زورق العواطف يسير مع الرياح سريعاً في اتجاه ما .. لتعيده الأمواج بالاتجاه المعاكس دون تردد من راكبيه وقبطانه إن وافقت الحركة دوافعهم ..

إن زورق العواطف وقوده الـــــــعـــــــاطــــفــــــة عند قـبــطــــانـــه وراكــبــيــه .. يشتعل باشتعالها ويخبو بخفوتها لديهم..


إن زورق العواطف زورقٌ قد ينقلب بسهولة عندما يواجه أولَ موجةٍ عاتيةٍ في طريقه لم تكن في الحسبان ليكون راكبوه ضحية له..



زورق العواطف .. قد يكون من ركبه يوماً من الأيام أنا وأنت.. هذا وذاك في موقف ما أو عدة مواقف من حياتنا..
نعم نركبه عندما نبتعد عن النظرة المتزنة السوية للأمور تلك النظرة التي تبنى على علم وبصيرة.. عقل وحكمة .. رؤية وروية .. استشارة واستخارة .. رسوخ وقناعة..


إن زورق العواطف زورق مشهود له بأحداث كثيرة في حياتنا .. وفي واقع وتاريخ أمتنا..
فعلى زورق العواطف ..كم هجر أخٌ أخاه من أجل أمرٍ أصغرُ من أن تنقطع بسببه رابطةٌ..
وعلى زورق العواطف ..كم حطم أناسٌ حياتهم ومستقبلهم بقراراتٍ لا واقعية محكمة ..
وعلى زورق العواطف ..كم خسرت الأمة من أبنائها قبل أن ينضجوا وتُقطَفَ ثمارهم  يانعة..
وعلى زورق العواطف ..كم توقفت مشاريع وضاعت فرص نجاحات كانت قريبة النوال..
وعلى زورق العواطف ..كم غُيِّر مبدأ أو نُقِض رأي وتبدلت أحوال ..




على زورق العواطف .. ضحايا وأحداث .. مواقف ودروس .. مستقبلٌ يضيع .. ومجدٌ يتبدد .. أذنابٌ تسود .. ورؤوسٌ تبيد .. تثبت المتغيرات .. وتتغير الثوابت .. قد يصبح العدو صديقاً والصديق عدواً ..



أخــــــيـــــــراً ..
 أن يسير الفرد بنفسه ليكون راكباً على زورق العواطف أمرٌ فيه نظر ويعقبه خطر ..
فكيف بمن يريد أن يُسيِّر أمة أو مجتمعا برمته ليكونوا سويا على ذلك الزورق ..!؟
هنا توقف وتأمل حياتك وقراراتك ...




نبض الحياة