الأحد، 17 يونيو 2012

إنهــا كالــبــحـر


حينما أفكر فيها كثيرا .. وتأخذني الخيالات متأملا ما يشبهها.. أقرب ما أراها به أنـــهـــا كـــالـــبـــحــــر..

نعم إنها كالبحر..
أتراك لم تقف يوما ما على ضفاف شاطئه لتمعن فيه النظر والتأمل..؟
أم إنك لم تتخيله أو تنظر لصورته يوما ما...؟
فهي كذلك.. إنــهــــا كـــالـــبـــحــــــر..
قــــــــــد يــــراه البعض ساحرا جذابا..
وقـــــــــد يراه البعض مخيفا مزعجا ..
والبعض تختلط الرؤية عليه بين هذه وتلك..
فــهــــي مثله تماما..إنــهــــا كـــالـــبـــحــــــر..



إنــهــــا كـــالـــبـــحــــــر.. في صفائه الآسر أحيانا.. أو عكورته المرهبة أحيانا..
إنــهــــا كـــالـــبـــحــــــر.. اتساعا في أفق بعيد منفتح..أو ضيقا في خليج منحسر..
إنــهــــا كـــالـــبـــحــــــر.. في سطحيةٍ لا تغرق طفلا.. أو عمقٍ يُغيب الأساطيل..
إنــهــــا كـــالـــبـــحــــــر.. في مده وتدفقه الغزير.. أو في جزره وانحساره المرير..
إنــهــــا كـــالـــبـــحــــــر.. في أمنه وخيره الجميل.. أو في خوفه وشره الوبيل..
إنــهــــا كـــالـــبـــحــــــر.. في هدوئه وسكونه.. أو في ثورانه وفورانه..


تلك هي  شخصيتك وذاتك .. إنــــهــــا كـــالـــبـــحــــر..
ننظر لها.. نتأمل بها .. نسعى لفهمها.. ونرغب في معرفتها .. نتطلع لتحليلها وتشخيصها .. ونحرص لتحديد ملامحها ..

شخصية كل واحد فينا مثل شاطئ البحر.. نقف على تلك الضفاف لنرى أولها بمنظور وما بعدها لا ندركه..

فإذا دخلنا أكثر فأكثر تزداد عمقا ونزداد نحن سرا بها وجهلا..
مهما اكتشفنا فإنها تتنوع وتتغير مع الزمن.. ويبقى الكثير منها غامضا تظهره الأيام والخبرات..
ولعلنا نصل للمحيط الذي يستوعبنا ولا يمكن أن نستوعبه..





إن النظر في الشخصية ومعرفتها أمر جدير بالاهتمام للسير في هذه الحياة.. لكن شخصيتك أكبر من أن تحصرها في كلمات.. إنــهــــا كـــالـــبـــحــــــر....

إنـــــهــــا كــالبـــحــر نمـــلــكه جميعا ::::: أي بحر في يديكم تملــكون
ارقـبـــــوا خــيـــراتــــه تــأتــي ســريــعـــا ::::: حين بالــحـــب إلــيـــه تـنـظــرون
واستعـــدوا ليس يأتيكم مطــيــعــا ::::: إن أسأتم في مراميه الظـــنــون
خض عباب البحر قبطانا بديعا ::::: هذب النفس بجد لا سكون

هناك من يقف على البحر .. يتلهف له .. يستمتع به ... يتمنى أن يبحر في عبابه.. وأن يغوص في أعماقه حبا وانسجاما بحثا عن الجميل الممتع .. والكنز الدفين .. والخير الوفير.. وهذا البحر هو شخصيتهم..

وهناك من يقف على البحر.. ينظر له متهيبا متخوفا.. يتمنى ألا يراه.. تملؤه مشاعر الخوف .. تراوده أفكار السلبية.. لا يرى إلا الأفاعي والخطر.. ولا يظن بقربه غير إلا الضرر.. فهذا البحر هو شخصيتهم..




خـــــــــــــــتــــــــــــــــامـــــــــــــــا ..
انظر لبحرك بجمال وحب وصفاء..
اعشقه .. واذهب إليه.. اعرف نقاط قوته..
اعرف حدوده ... اعرف قدراته ..
واســــتـــــثــــمــــــره جيدا..



دامـــــــت بـــحــــاركــــم جــــمــــيــــلــــــة مــــشـــــرقــــــــة ...




نبض الحياة


8 التعليقات:

دوما هي كذلك تدويناتك دكتور تأخذنا لألف فكرة وفكرة حين نتأمل مقدمتها وبين أسطر كلماتها ، ليأتي معنى حرفك فـ نذهل به ونعجب لأمر جماله

هنا عذوبه أحرفك في كل مرة تأخذنآ لألف مكان ومكان وفي كل مرة تنسخ بداخلنا معاني عميقه نتذكرها حين نتذكر رحلتنا مع أحرفك الرآقيه ..

،،
،
بحق رآئعه سلمتــ يمناك

كلمات رائعة تلامس شغاف القلوب ..
حقا إن ما تكتبه هو نبض الفؤاد ..
سلمت يداك يادكتور

لماذا البحر ؟

ومن يدعي أنه يفهم البحر يعرف أنه لا أمان له حتى لو قالت أعيننا خلاف ذلك
عبارات جميلة
أتمنى لك التوفيق

جميل هذا التمثيل.
وكعادتكم ... تزدادون عطاءا وروعة
سلمت أياد كتيت
وقلوب تأملت
وروح تسامت

سلمك الباري أيها الأستاذ القدير والمدرب محمد الشهراني..

أضاءت الصفحة بأحرفكم...

بوركت..

الجميل مروركم البهي أ.إحسان المزين..

وسلمت أيها الكريم على مرورك..

حياك الله أبالؤي الشريف..

بوركت على كلماتك.. ووفقك الله..

إرسال تعليق

يسعدنا نبضك هنا..