الثلاثاء، 28 فبراير 2012

يا له من قلب

نعيش أعمارنا وحولنا الكثير ، نتبادل معهم شؤون الحياة ، نتقاسم معهم الأعمال ، تزداد تلك العلاقات وتقل.. وتمر السنون تلو السنون ، والأيام تلو الأيام لنعيش فراقاً بعد لقاء وهكذا دوماً وأبداً حتى يوسد أحدنا التراب..!








وفي هذه المسيرة شخصيات وأفراد تعلق صورهم في أذهاننا..
نبقى نذكرهم مهما ابعدتنا عنهم الظروف..
والغريب أحيانا أن اللقاء بهم لا يتجاوز اللحظات .. لماذا؟
لماذا نذكر البعض مع قصر احتكاكنا بهم..؟ بل بسماعنا بهم.. 
وننسى آخرين بالرغم من الاحتكاك الدائم بيننا وبينهم..؟



أراه تساؤل يستحق الطرح والنظر إليه من عدة زوايا. وليس باستطاعتي أن أجيب هنا بتفصيل... لكني سأسلط الضوء على جانب شهدته وعايشته من جوانب التأثير التي أنتجت لنا تلك الذكرى الإيجابية المستمرة...

أكاد أجزم أن أهم ما تتميز به تلك الشخصيات المحبوبة والمؤثرة أن أصحابها
ذوي قلوبٍ كبيرة .. نعم قـــلــــوب كـبـيـــرة..
قلوبهم لا تحمل الحقد ..
قلوبهم لا تتعلق بصغار الأمور ..
قلوبهم تستوعب الكثيرمن أنماط البشر ..
قلوبهم لا تتحرك لهواها ومصالحها الشخصية ..
قلوبهم ليس في داخلها أنانية وأثرة وحُبٍ للنفس ..
قلوبهم تصهر رغباتها في رغبات الآخرين لتحقق مشروعاً عظيماً تتلاشى فيه مظاهر الأنانية وتتلاشى فيه الخلافات التافهة .. وتتلاشى فيه الحزازيات.



القلب الكبير ..
ذلك القلب الصادق الطاهر النقي الذي ما كان ليعبر عما بداخله بشكلٍ مزيف ..





قلب مهما واجه من ألم واضطرته الظروف كي يخفي حبه للمحيطين به لم يطاوع الظروف بل تغلب عليها وقهرها ليُظهر تعاملاتٍ وسلوكياتٍ صادقة لم تؤثر بها الأحداث..


القلب الكبير .. أكبر من أن نتحدث عنه بكلمات.. فأصحابه ميدانهم الأفعال.. 
ولهذا دوما تتعلق قلوبنا بأولئك الأشخاص.. فمعهم نشعر بالراحة والأنس والسمو والرقي والصدق.. معهم نشعر أننا أصحاب قلوبٍ كبيرة .. بل بتذكرهم نشعر بدفعات للعمل وتفاؤلات تبعث الأمل..


قلوبهم أجمل وأصفى وأنقى وأغلى من الذهب..


مؤكد أننا عشنا مع القلوب الكبيرة .. وافتخرنا بمعرفتها ..
والأهم من ذلك :
هل أنا وأنت من أصحاب القلوب الكبيرة ؟ .........  فإن لم !!
فلـمـــاذا ..؟ 
وإلى متى ..؟

أخــيـــرا..
كن ذا قلب يَحْتَضِن الآخرين كثيرا...
لا يَحْتَضِنه الآخرون كثيرا..



نبض الحياة

الأحد، 26 فبراير 2012

الله أكبر دائما

كلمة من استشعر معناها ملأت نفسه إيمانا وعزة ويقينا..
تربطك بالكبير المتعال..
.. الله أكــــــبــــــر ..
من كل ظالم.. من كل مظلمة .. من كل همّ.. من كل كبير .. من كل شيء..
تعطيك من المعاني ما هو كبير جدا.. فقط تأملها..
.. الله أكــــبــــــر ..
هذه الكلمة وقعها على أعداء الله وقع المدافع بل أشد..
 يحاولون منعمنا من قولها..
يحاولون التهرب من سماعها..
يحاولون تجاهلها..
لكننا دوما سنقولها...

"الله أكـــبـــر" كــلّـمـا غـيـثٌ هـمـا       "الله أكبـــــــر" قـولـهـا قـولٌ سـمـا
"الله أكبــــــــر" يـا يهـود فـنـاؤكـم       أضحى قـريبـاً واقـعــاً ومـــســـلـمــا
"الله أكبــــــــر" قُـنبُــلات العـِزِّ في       زمن الـمذلّــةِ قـولها يـروي الظَّــمـا
"الله أكــبـــــر" أرهـبـت أعـــداءنا       "الله أكبــــــر" جلجـلـت أفق الـسّـما
"الله أكبـــــــر" أرجـفـت أسطولهم       "الله أكبــــــر" صوتُ قصــفٍ دمدما
"الله أكبـــــــر" فـوق كلِّ كبيـرهـــم       "الله أكبــــــر" لـلـعـداة جـهـــنّــمــا  
"الله أكبــــــر" في الجهاد لها صدىً       تُـذكي لهـيب الحرب يبقى مُضرمــا
ضُغِطَ الزنادُ ليُخــرِسَ الأفــواهَ فـــي       زمنِ التكـاسُـلِ بـانـيـاً صرحـاً نمــــا 
ضُــغِــط الزنــادُ مُــردِّداً ومُـترجـمــا       هُبّـوا رجال الحق كي تحموا الحمــا
ضُغِط الزنــادُ ورُدِّدَ التـكــبـيــر فـــي       ساحِ الوغا والأرضُ تُـسـقى بالدمــا

"الله أكبــــــــــر" من هـمومِ حياتنا       قُــلـهــا وعـلِّــم طــالبــاً ومُـــعـــلِّـمـا
"الله أكبــــــــــر" زَيِّـن الدنيا بــهـا       قُــلهــا وشـيّـد للـبـطــولــة سُـــلّـــمـا
قُــلـهـــا بــلالُ مــؤذِّنـــاً مــتـرنمــاً       صَــدِّع قُــلــوب الصّخـر أيــقِــظ نوَّما











الله أكـــبـــــــر..


كتبها / د.حسين عيادة
نبض الحياة

الأحد، 12 فبراير 2012

سجلات العابرين..






من المعروف أن عجلة التاريخ تدور ماضياً فيها الزمان تلو الزمان..
لتطوي في سجلّاتها مواقف وأحداث.. كلمات وأفعال.. أماكن وأفراد..

ولدوران التاريخ نتاج.. هو حقيقة واقعية طالما شهدناها وإن لم نتنبه لها ..
ذلك أن الأفراد الذين يعيشون دوران حياتهم ليُغيِّروا مجرى التاريخ..
أو ليُؤثِّروا في بني جنسهم ..
أو ليصنعوا فارقا متعديا ..
أي أنهم يدورون في حملِ همِّ فكرة سامية يدعون إليها ..



فإن هؤلاء الأفراد لا تموت أفكارهم وسيرتهم بموت أجسادهم ..
بل تنبعث الحياة من أفكارهم لتُبقي سيرهم ومواقفهم مُخَلّدة في صفحات التاريخ ..
يشهد عليها المكان..ويشهد عليها الزمان..ويشهد عليها الأحفاد ..
ويسطرها التاريخ بمدادٍ من ذهب في صفحاته المشرقة ..
وتبقى هذه السير وهذه المواقف مثالاً يُقتدى به ويُحتذى به ..
وتعود العوائد على الشخص حتى بعد رحيله..

كثيرة تلك الأســــمــــاء :
عابرة لقرون الزمان..
عابرة لحدود المكان..
عابرة لقيود البشر..
عابرة لعذر المستحيل..
عابرة كل المعاني..
     تجسد في فعلها أسمى الأماني..
الحديث عنهم ذو شجون..
     والروح لذكراهم في حنين..




وكم من الأسماء نسمع بها حتى الآن من قرون الأولين ..
وكم من الآثار رأينا ولم نرَ أصاحبها.. فقط نسمع بهم ..
وكم من الأشياء تنعمنا بها نحن ولم يتنعم بها مؤسسوها..




والسؤال الذي أوجهه إليَّ وإليك.. إجابته لديّ ولديك..
 هل فكرت يوما أن تحجز لاسمك مكانا في سجلات التاريخ.. ؟
وهل فكرت في أي مجال تريد أن يذكر اسمك.. ؟
وهل فكرت كيف تستثمر حياتك لتعود عليك بالنفع بعد رحيلك ..؟
هل سنكون ممن يدخُلُ اسمه التاريخ في الصفحات المشرقة ..؟

أسئلة وأسئلة.. الإجابة عليها لا تكون إلا بالأفعال..والأفعال فقط..
جعلني الله وإياكم من مفاتيح الخير..
نسأل الله التوفيق والسداد..


 

نبض الحياة