الاثنين، 2 أبريل 2012

ابنة القصر..والأسوار الفولاذية..


(هذه القصة الرمزية المختصرة تحكي واقعا يعيشه كل فرد منا.. لفهم أهدافها أنصحك أن تكملها لتصل إلى مفاتيح الحكاية)

منذ نشأتها..عاشت مدللةً مرفهةً في القصر..
تلهو وتلعب ويُطاف عليها بما تشاء ولا تتعب..
تدور وتتبختر كما تريد.. ولو شاءت من المزيد أعطوها المزيد..
كلماتها.. حركاتها .. سكناتها تحت النظر..
لكنها ورغم ذلك كله لا تعيش إلا في حدود القصر..
نعم في حدود القصر فقط..
فهي المدللة.. أميرة القصر.. وابنة القصر.. وجوهرة القصر..



كل يوم تنظر من نافذة غرفتها الفارهة
تبصر جمال زُرقة السماء ..
تشعر بعليل النسيم والهواء..
تنظر لباسق الشجر يلاعبه المطر..
تتأمل روعة الزهور في طريق البشر..
تستمتع بزقزقة العصافير على الأغصان..
تطرب لنشيد الصياد على المركب بكل أمان..



صور جميلة.. مشاهد حميمة.. مواقف لطيفة..
تثيرها التساؤلات عن تلك الحياة الحقيقية..؟!!
والجواب واحد..
أنها حبيسة قصرها مهما رأت أو سمعت ..
مشاعرها تختلج صدرها وهي في حدود قصرها..

تدفعها مشاعرها.. تتأهب همتها.. تتوق نفسها  لتخرج لذلك العالم ..
لتعايش تلك الصور .. لتبحر في روعة الحياة الحقيقية
لكن
تمنعها الأسوار الفولاذية..
حدود.. قيود .. سدود.. أيا كانت فهي تمنعها..


نعم تلك الأسوار الفولاذية
نُصبت حول قصرها بحجــة حمايتها من الانتقاص..
أُقيمـت حول قصرها بذريعة الحفاظ عليها من السرقة..
شُيـدت حول قصرها بـزعـم إسعادها في عالم خاص..

يراودها الأمل.. فتعيقها ضخامة الأسوار.. وتُنهكها قوة الأقفال..


تحاول جاهدة تناسي ما زرعوه حولها زاعمي حُبها من التخويف والتشكيك والتعالي عن العالم الخارجي ..



وهكذا تمضي أيام ابنة القصر.. 
لتعيش مدى العمر في القصر ..!!
لتكبر في القصر..!!
وتفرح في القصر..!!
وتلهو في القصر..!!
وتهرم في القصر..!!
حتى ماتت في القصر..!!
وما رأت سوى القصر..!!
ولم يعلم بها سوى صاحب القصر..


وكان لها أمنية ..

حفظتها بصدرها.. وحملتها في عقلها.. وأحبتها من قلبها..
(( أن تعيش يوما خارج القصر.. ))
(( أن تعيش الواقع لا الحلم.. ))
(( أن تجرب كيف تصارع الألم.. ))
(( أن تكافح كما يكافحون.. ))
(( وأن تشعر بالنجاح الحقيقي الذي يشعرون.. ))

ولو أنها عبرت الأسوار والسدود..              
                           لـــ كتب لها في التاريخ الـخـلـود..


مفاتيح الحكاية

ابنة القصر = أفــكـارنا الــجـمــيــلــة..
الــقــصــر = عـقـولـنـا حـامـلـة الفكرة..
العالم الخارجي = الــواقــع الـعـمـلـي الـحقيقي
الأسوار الفولاذية = نمطيتنا وروتيننا وتحجرنا وخوفنا الذي ننصبه حجة أمام تغيرنا نحو الأفضل..



كتبها/
د.حسين عيادة
احتضنوا أفكاركم .. واصنعوا التغيير..

نبض الحياة

6 التعليقات:

حقا هذا انت !!!

بارك الله بنبضكم ^____^

طريقة التربية وأساليب التعليم لها دور في تحرر الأفكار من معتقلها .. من أجمل وأهدف ماقرأت اليوم شكرًا دكتور .

أ.غادة شكرا لمرورك وإضافاتك الثرية الدائمة..

:))

إرسال تعليق

يسعدنا نبضك هنا..