الأحد، 14 أبريل 2013

ما بـعـد الـمـنـعـطـف


  
عندما نقرأ قصة.. أو نطالع رواية .. أو نشاهد فيلما..
تجدنا نبحث عن تلك اللحظة المثيرة.. لحظة الحبكة والعقدة غير المتوقعة في الأحداث ، والتي أبدع المؤلف نسجها.. تلك لحظة المنعطف غير التقليدي الذي يشدنا ويجذبنا للمواصلة والمتابعة..
تجدنا نتوق للقاء ذلك المقطع بشغف لما يحويه من المتعة ولما يولده من الإثارة..
ولإنه الفيصل والنقطة الجوهرية لتميز الأحداث بينها وبين مثيلاتها في قصص أو روايات أو أفلام أخرى..
  
إنها صنعة احترافية يخرج فيها الكاتب والمؤلف عن المتوقع ليصل إلى النتيجة المبهرة والرائعة..
حتى أنك تجد بعض المتابعين قد يعبر عن مشاعره فرحا أو حزنا .. إعجابا أو امتعاضا لتلك النتائج.. كل ذلك معلوم لدى الكثير منكم.. لكن السؤال :
     - لماذا نستمتع بلحظات الإثارة المعقدة في القصص ولا نستمتع بها في قصة حياتنا الواقعية ..؟!
     - أليست أحداث الكثير من الروايات والقصص والأفلام مستوحاة من أرض الواقع..؟
     - أليس في واقعنا الذي نعيش ونشاهد ما هو شبيه بتلك القصص أصلا..؟
     - لماذا نراها صنعة درامية رائعة على الورق وفي الشاشات..ولا ننظر لها كذلك في حياتنا..؟
  
 
قد يرى البعض أسئلتي خيالية أو غير واقعية..قد يبدو ذلك..
لكن انظر معي بعمق لتجد ما أقوله ليس بعيدا عن الواقع..
فلا يختلف اثنان أن الأزمات والعقبات التي نواجهها في حياتنا هي منعطفات تغير ما بعدها إن تجاوزناها .. سواء كانت نتيجتها نجاح أو إخفاق..
فالأزمات تفعل فعلتها بأمور كثيرة نرتبط بها.. تؤثر على علاقاتنا.. خبراتنا .. توجهاتنا .. حالتنا المادية .. حالتنا الصحية... وقس على ذلك..
تماما كما هي هناك في الروايات والقصص والأفلام..


 
 
 
وهنا سؤال آخر :
ما الذي يجعل تعاملنا مع عقبة وعقدة في قصة أو رواية نطلع عليها مختلف عن تعاملنا مع عقبة وعقدة نعايشها في حياتنا..؟
ولأن الإجابة تحمل في طياتها نقاطا عدة فسأذكر أبرز ما أراه مهما من زاويتي.. :)
وهي أن المشكلة الحقيقية تكمن في نظرتنا لتك الأحداث وآلية تعاملنا معها..
نعم نظرتنا للأحداث..


ببساطة ..
نحن ننظر لأحداث القصص والروايات بكل ثقة أن المؤلف رسم حلا ومخرجا مناسبا يليق بالحدث..
نحن ننظر لأحداث القصص والروايات بنفسية المستمتع المتهيء للمفاجآت التي يبحث عنه..
نحن ننظر لأحداث القصص والروايات بتفاؤل وإيجابية وأمنيات صادقة ودعوات حارة..
نحن في أحداث القصص والروايات مشاهدين فقط ونعيش خارج النص..
بينما
نحن في أحداث قصة حياتنا أساس النص .. بل المؤلف والممثل والمخرج..
ننظر لأحداث قصة حياتنا بثقة ضعيفة بأنفسنا و مهزوزة بقدرتنا على صناعة مخارج رائعة..
ننظر لأحداث قصة حياتنا بنفسية المرتاب المتخوف من كل ما يقدم عليه دون استعداد ..
ننظر لأحداث قصة حياتنا بتشاؤم وسلبية وبنظرية المؤامرة علينا..
 
لا أريد أن أكون خياليا جدا ولا تشاؤميا جدا..
ثقة بالله سبحانه أولا.. ثم ثقة بأنفسنا.. وقدر من التفاؤل ..
سيجعلنا نتعامل مع المنعطفات والحبكات المعقدة في حياتنا بصورة مختلفة..
 
صدقوني..
بإمـكـانــنــــا أن نصـنـع نـهـايـات سـعـيــدة.. أو عـلـى الأقــل أن نــخـلـطـهــا بالحيوية والخبرة والفائدة..
أخـــيـــرا..
حتى وإن كانت المنعطفات في حياتك خارجة عن النص..أعد حياكة نهايتها بالنص الذي تريد..


 
 
 
 
نبض الحياة
د.حسين عيادة

1 التعليقات:

دااااااااااااام نبض قلمك

إرسال تعليق

يسعدنا نبضك هنا..