السبت، 27 أكتوبر 2012

عيدكم مبــارك

كـــــل عـــــام وأنــتــم بــخــيــر
 

^___________^

الثلاثاء، 9 أكتوبر 2012

تهمة أعترف بها..

 
اتهمني أحدهم قبل فترة أنني مفرط في التفاؤل..
ولعله إن كان قاضيا لأصدر الحكم النهائي ضدي كي أصبح متشائما أو شيئا مما يناسب ذوقه وذوق الكثير ممن يحملون فكرته..
 لم أتعجب كثيرا من كلمته تلك .. غير أن التهمة أعجبتني .. :) 
فَنِعّمَ التُهمة تلك.. وهذا هو الفــارق !
فأنا كذلك لست أرى التفاؤل سوى صفة إيجابية لها الكثير من التأثير على حياة الفرد والمجتمع.. ولا يتقنها سوى الناجحين..
 


قد ينظر البعض للمتفائلين أنهم يعيشون خارج الواقع ..
أو أنهم حالمون متوهمون خلاف الحقيقة..
أو أنهم ربما يستمتعون بأحلام اليقظة..
البعض يراهم كذلك.. وهذا بسبب ضيق الأفق..



تمنيت أن يكون صديقي محقا في تهمته..!!
لأني قلت في نفسي : وما تفاؤلي بشيء يذكر أمام أستاذي في التفاؤل..
أستاذي في التفاؤل أعجوبة لن يرَ أحدٌ مثله..
 
لا أظن صديقي أو أؤلئك المنزعجين من عبارات التفاؤل يتمالكون أنفسهم لو رأوا من يبشر بالأمن وهو مطارد.. أو من يبشر بالنصر وهو محاصر..!!
أستاذي وهو مطاردٌ في الصحراء بلا وطن يبشر الآخرين بسقوط امبراطورية القوة ..!!!
حتما سيتهمونه بتهمة كبيرة لو لم يكن أستاذي الذي أحبه...
لأن ذلك الأستاذ هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.. أستاذ التفاؤل الأول..!
أهـــااااا...
الآن اختلف الأمر وهدأت بعض النفوس.. وصمت المتسرعون..

إن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وعد مطارده (سراقة بن مالك) بتاج الملك الفارسي.. أين ومتى وكيف..؟
في رحلة الهجرة وعند أحلك الأوقات وأصعبها..!! يارباه..

إن رسولنا الحبيب عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم يبشر أصحابه بقصور الشام واليمن وهم في حلكة ظلام الليل.. وشدة إعياء حفر الخندق.. وخوف  مداهمة العدو.. !!! ياسبحان الله..

إن رسولنا وأستاذنا الأول... عليه الصلاة والسلام قال : (لا عدوى ولا طيرة وأحب الفأل ، قالوا يا رسول الله : وما الفأل ؟ قال : الكلمة الطيبة  ) حديث صحيح..
 

لماذا بعد هذا لا نتفاءل..؟
لماذا لا نرى الأمور ببريقها ولمعانها..
لماذا لا نتفاعل مع الأمور بإيجابية..
لماذا لا نستمر حتى اللحظة الأخيرة في المحاولة..
 
 
 
التفاؤل ليس كذبا على النفس كما يقول البعض..
بل هو صدق من داخلك يدفعك لتهزم اليأس .. وتصنع المستحيل..
التفاؤل ليس تهربا من الواقع كما يذكر البعض..
بل هو قرار مواجهة معنوي أقوى من المواجهة الفعلية بل لا تنجح بدونه..
التفاؤل ليس كلمات تردد تمثيلا ورياء ..
بل هو إيمان وثقة وقرار فارق في اللحظات العصيبة..
 
 
 
 
أنا على يقين أن كثيرا ممن تجاوزوا مصاعب حياتهم امتلؤوا بالتفاؤل قبل أن يصلوا للحل.. وقليل أولئك الذين يصلون للحل دون تفاؤل.. وشتان بين الحلين..
وأنا على يقين أيضا أن أنجح الأشخاص في العالم كانوا مسلحين بالتفاؤل قبل أن يتسلحوا بأي شيء آخر..
 
 
بل إسأل مجربا (أنا) :)   كيف يجعلك التفاؤل أحيانا تصل لما تريد دون العناء في تأدية ما لا يعجبك  ^__^ ؟
ســر .. سأكشفه لمن يسألني عنه.. !
 
أيها المسلمون ..  إننا نعبد ربا كريما عظيما .. ونؤمن بربٍ خبيرٍ لطيف.. فلما لا نتفاءل..؟
 
 
أخــيــرا ...
صدقوني إن الحياة بالتفاؤل لها طعم ومعنى آخر تماما..
لكل من يعاني ألما..
لكل من يشكو هما..
لكل من فقد بريق الحياة..
لكل من هزمته المشاكل..
لكل من واجه الكثير الكثير مما لا يمكن توره..
لكل أولئك أقول :
تفاءلوا .. وتفاءلوا ..
ثــم تــفـــاءلــــــوا ..
 
 والسؤال : من يحب أن يكون متهما بهذه التهمة ؟
^__*
 
 
 
 
نبض الحياة
د.حسين عيادة